.
مدينة جندوبة هي عاصمة ولاية جندوبة التي توجد في أقصى الشمال الغربي من الجمهورية التونسية والمحددة بالبحر الأبيض المتوسط شمالا و ولايتي الكاف و سليانة جنوبا و ولاية باجة شرقا و الحدود الجزائرية غربا و التي تمسح 305000 هكتارا . كما هي مركز معتمدية جندوبة التي تتوسط معتمديات غار الدماء و بوسالم و الفرنانة و تمسح هذه المعتمدية 55373هكتاروتوجد مدينة جندوبة على الضفة الجنوبية لنهر مجردة المنحدر من جبال سوق هراس بالجزائر ليزود سد سيدي سالم .
وعرفت مدينة جندوبة منذ انبعاثها باسم سوق الأربعاء تسمية باسم السوق الأسبوعية التي تنتصب يوم الأربعاء ونجد هذا المعلومة بكل الوثائق الإدارية والرسمية إلى سنة 1966 كانت تعرف به المراقبة والعمل فيقال مراقبة سوق الأربعاء أما سكان المنطقة فكانوا يطلقون عليها " البراكة" تسمية باسم المحلات التي تتكون منها و المشيدة من ألواح الخشب والتي بقي البعض منها قائم الذات إلى الأربعينيات بكل من نهج المغرب ونهج الطيب المهيري وفي سنة 1966 أطلق عليها اسم جندوبة بمقتضى أمر رئاسي بتاريخ 30 أفريل 1966 . فلماذا أطلق هذا الاسم ؟
إن هذا الاسم عرفت به سهول مجردة الوسطى منذ أحقاب من الزمن ويروي "جان دوبوا" في كتابه " تونس " عمن اتصل بهم أن هذا الاسم يعود إلى ستة قرون حيث يقول : ومعظم السكان يذهبون إلى أنهم من سلالة عربية مثل عرش جندوبة بمنطقة سوق الأربعاء و عرش هذيل فالأولون يقولون أنهم هناك منذ ستمائة سنة و الآخرون منذ ثلاثمائة سنة .
ما يعني اسم جندوبة وما هو مصدره؟
لقد قام الأستاذ الطاهر مزي بتحقيق في ذلك نورد منه ما يلي : إن كلمة جندوبة تعني قبيلة كبيرة كانت تسكن هذه المنطقة كقبيلة ربيعة وحكيم و ورغه وهذيل و العواوضة و ربما كثرة عدد أفرادها هو الذي جعل اسمها يطغى ويسود هذه الجهة . وقد استند الأستاذ الطاهر مزي في تحقيقه إلى تقرير "إميل فيولار" عن عمل جندوبة سنة1904 الذي يقول فيه: ينتسب أغلب مواطني هذا العمل إلى قبيلة جندوبة الكبيرة ويسكن هؤلاء على ضفتي نهر مجردة شرقي الرقبة ويعدون تقريبا 8 آلاف نسمة وقد قدم الجنادبة من ضفاف النيل حوالي القرن الحادي عشر ميلادي أثناء الزحف الهلالي . و اعتمد كذلك على مراسلة للمؤرخ التونسي حسن حسني عبد الوهاب إلى بلدية جندوبة سنة 1966 والتي ورد فيها:
أما في العصر التركي يعني عصر الدايات و المراديين و البايات الحسينيين أي من القرن الحادي عشر للهجرة إلى الآن فان الجهة كانت لا تسمى إلا باسم جندوبة نسبة إلى بعض القبائل الهلالية التي استقرت بالناحية و استمرت على هذا التعريف إلى أن تأسست سوق الأربعاء في العهد الأخير فخير الاستعمار أن يطلق عليها يوم السوق الأسبوعية وترك التعريف القديم.
فيتبين من هذا التحقيق أن اسم جندوبة هو اسم لقبيلة عربية قدمت منذ زمن بعيد رغم الاختلاف فيه بين إميل فيولار و حسن حسني عبد الوهاب من المشرق العربي بحثا عن الكلأ والمرعى فاستهوتها سهول هذه المنطقة بخصوبتها و خضرة مراعيها ووفرة مياهها فاستقرت بها و استوطنتها مستمتعة بخيراتها وطيب عيشها ومما يجدر لفت النظر إليه أن اسم جندوبة موجود بليبيا ولكنه يطلق على منطقة ترابية توجد على حدود غريان وقد أورد ذلك أحمد الطاهر الزاوي في كتابه " معجم البلدان الليبية " ص 108 حيث قال:
جندوبة اسم لأرض تقع على حدود غريان الجنوبية الغربية وهي موطن قبيلة الأصابعة .
إذن جندوبة يطلق في تونس علي قبيلة أو عرش وفي ليبيا على منطقة ترابية وفي رأيي أن هذا لا يمنع من وجود صلة بين الاطلاقين هي : أن قبيلة الأصابعة التي كانت تسكن أرض جندوبة بليبيا انتقل فخذ منها إلى هذه السهول بالشمال الغربي التونسي واستوطنه وعرف نفسه بموطنه المنحدر منه و هو جندوبة و أخذ هذا الاسم يشتهر حتى عرف به و بالتالي عرفت به المنطقة .
عن كتاب " سوق الأربعاء / جندوبة